قصه جميله في التوكل على الله........
أحمد بن طولون أحد ولاة مصر: كان من أشد الظلمة حتى قيل: إنه قتل ثمانية عشر ألف إنسان صبراً - أي يقطع عنه الطعام والشراب حتى يموت - وهذا أشد أنواع القتل، فذهب أبو الحسن الزاهد امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" فدخل عليه وأخذ ينصحه في الله وقال له: إنك ظلمت الرعية وفعلت كذا وكذا وخوفه بالله فغضب ابن طولون غضباً شديداً - وأمر بأسد يجوّع ثم يطلق على أبى الحسن.
يا له من موقف رهيب.. لكن نفس أبى الحسن الممتلئة بالإيمان والثقة بالله جعلت موقفه عجيباً عندما أطلقوا الأسد عليه جعل يزأر ويتقدم ويتأخر وأبو الحسن جالس لا يتحرك ولا يبالى والناس ينظرون إلى الموقف بين باك وخائف ومشفق على هذا العالم الورعِ.. ولكن ما الذي حدث؟
تقدم الأسد وتأخر وزأر ثم سكت ثم طأطأ رأسه فاقترب من أبى الحسن فشمّه.. ثم انصرف عنه هادئاً ولم يمسسه بسوء.. وهنا تعجب الناس وكبّروا وهللوا.
ولكن في القصة ما هو أعجب: لما يئس ابن طولون وأخذته الدهشة استدعى أبا الحسن وقال له: فيما كنت تفكر والأسد عندك وأنت لا تلتفت إليه؟
قال: كنت أفكر في لعاب الأسد إن مسنى أهو طاهر أم نجس؟
قال: ألم تخف من الأسد؟ قال: لا. إن الله قد كفاني ذلك.
أليس الله قد قال: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36] أليس الله قد قال: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
No comments:
Post a Comment