قصة سقوط الصومال و تقسيمها الى عدة دول

الصومال و البنك الدولي ..قصة سقوط !!

حتى عام 1980 كانت الصومال تعتبر من اغنى دول افريقيا وكانت تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الغذاء بل و تصدر القمح والشعير للخليج  فيما كانت العاصمة  مقديشو تلقب بــ باريس افريقيا لجمالها ونظافة شوارعها  . 

بدأ الاهتمام الامريكي بالبلد في نهاية السبعينات لموقعه الاستراتيجي المسيطر على باب المندب اولا و ثانيا قيام  رئيسه سياد بري بتأميم كافة الشركات الامريكية والمصالح الغربية بالبلاد .

لضرب استقرار البلدو اسقاطها استعانت امريكا بالبنك الدولي و الذي عرض على الصومال قروض ميسرة منخفضة الفائد فأبتلعت الحكومة الصومالية الطعم 

 رغم عدم حاجتها لهذه القروض .

مع حلول عام 1983 بدأ عجز الصومال في تسديد قروض البنك الدولي و طبعا تضاعفت الفائدة و تضخمت بشكل كبير ، و لتسوية الديون كان لزاما على الحكومة الصومالية الخضوع لشروط و اصلاحات البنك الدولي والتى عمدت الى  تدمير الزراعة و الصناعة الوطنية و خفض الانفاق على التعليم والصحة وجعل الصومال سوق للمنتجات الغربية بحجة تحرير الاقتصاد .

لكن هذه الاصلاحات زادت الطين بله و مهدت الطريق للحرب الاهلية التى ترعاها الولايات المتحدة .. والتى تلاعبت بسعر العملة الوطنية مما ادى لتضاعف  نسبة التضخم ,,

فيما  بدأت حركات التمرد المسلحة  المدعومة امريكيا ضد  الحكومة تظهر في شمال البلاد و جنوبها عام 1988 و كان يتم دعمها عبر الجارة اثيوبيا (العدو اللدود للصومال ) .

ومع نهاية عام  1990 أصبحت الحكومة عاجزة تماما على دفع رواتب الموظفين فيما تضافت اسعار السلع الاساسية و توسع نطاق سيطرة الحركات المسلحة ما سرع في عملية انهيار الجيش ومؤسسات الدولة و اسقاط الحكومة عام 1991 .

بعد نجاح امريكا في اسقاط الرئيس سياد بري بدأ فصل جديد من الحروب الاهلية بين الثائرين على سياد بري في التنافس على السلطة ما مهد لها  احتلال  البلد عام 1993 عبر الامم المتحدة بحجة إعادة الامن و السلم للبلاد .

تسببت هذه الحروب الاهلية و تدخل امريكا والامم المتحدة في تدمير كافة البنى التحتية و الزراعة وتوقف كافة المنشأت الصناعية ما تسبب في موجات متلاحقة من المجاعة .. 

ليتحول الصومال بفضل البنك الدولي في عقد من الزمان من بلد غني مكتفي ذاتيا الى بلد فاشل تضربه المجاعات ..